الحث على الصدق
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
وبعد : فإن الصدق من أبرز مكارم الأخلاق ، والكذب من أبرز مساوئها، وقد كان هناك اهتمام كبير من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الترغيب في الصدق والتحذير من الكذب .
فمن ذلك ما أخرجه الشيخان من حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، ومايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا"([1]).
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الكذب لايتفق مع الإيمان , وذلك فيما أخرجه الإمام مالك من حديث صفوان بن سليم رضي الله عنه قال: قلنا : يارسول الله أيكون المؤمن جبانا ؟ قال: نعم ، قيل له : أيكون بخيلا ؟ قال : نعم ، قيل : أيكون المؤمن كذابا ؟ قال : لا ([2]) .
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يُطبع المؤمن على كل شيء إلا الخيانة والكذب " قال الحافظ ابن حجر : أخرجه البزار وسنده قوي ([3]) .
ومما جاء في التنفير من الكذب ما أخرجه الإمام الترمذي من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كذب العبد تباعد عنه الملك ميلا من نتن ماجاء به" ([4])